الخجل ..و تأثيره على الحياة ...؟؟؟؟؟؟
الخجل ..و تأثيره على الحياة ...؟؟؟؟؟؟
لقد أقضت فكرة " الخجل " منامي، منذ نعومة أظفاري ...
كونها فكرة تخلق استياءً ينعكس على الذات ...
مما خلق في نفس الوقت مرارة داخلية وامتعاضا خارجيا قد أثّر
على العلاقة مع نفسي والعائلة على حد سواء ...
كنت أرتطم يوميا بموقف أمسى بالنسبة لي كحائط مسنن
يجعلني أحسب حساباً لكل من ألتقيه ...
وازداد هذا الشعور كلما تقدم بي العمر، فأؤثر الانكفاء على الخروج
مع اني في قرارة نفسي احب الولوج في عالم الخارج، ولكن
المشكلة في احمرار وجهي الذي كان يشعرني بسخرية الواقفين
أمامي...
واصبحوا كأنهم أناس لا عمل لهم سوى مراقبتي واخراج عيوبي ...
وهكذا اصبحت صريع اللحظة، بل طريح فراش الانغلاق. دموعي
على وجنة قلبي، ليس لها أثر في عيوني، بل أن كل كياني بدا
يبكي، لان اصدقائي يلعبون خارجا وانا جالس لحالي، كنت أعرف أن
عليّ ان اتغلب على ذلك، وكان في ذهني فكرة مفادها :" عندما
تكبر أكيد سيزول عنك هذا الخجل"
ولكن للاسف، سنين طوال أتمنى فيها أن يقفز الزمن وينقلني الى
عالم اكون فيه شجاعاً لا اهاب أحدا، متفرساً بقوة بل محلقاً بدون
خوف من عيون الاخرين..
كنت أود أن احب عيوبي ، ولكني في كل لحظة انكفاء، اكرهها ، بل اتمنى لنفسي العدم افضل من الوجود…
هذه هي قصتي وقصة الكثيرين من هم على هالحال....
الى أن مررت بموقف جعلني أقفز الى الخارج وابطل مفعول الداخل
المخنق...
كان يوم كنت فيه مع صديقي وامه في البيت، كانت مشلولة،
وابنها كان عليلا، وكنت أزوره بين الحين والاخر، وفي ظهيرة احد
الايام، كنت أتكلم مع صديقي العليل، وكانت أمه بجنبه تصلي،
وهي على الكرسي المتحرك...
وفجأة، أرى أمه وكأنها نبته تذوي، ونسمة الحياة تتنازع مع الوجود
لتخرج من كيانها منشدة نشيد الاضمحلال نحو العدم ....
فصرخ أبنها أمي … أمي ، ولما وصل اليها وجدها قد ماتت ...."
هكذا كانت نهاية موجعة لنهاية أكبر، فالابن كذلك إثر الصدمة قد
شًلّ ومن ثم بدأ يصرع على الارض ...
وأنا واقف مشدوه أمام هذا المنظر العجيب، الى أن انقطع عن
الصرع ، وبدأ يزبد من فمه الى أن مات...
نعم اصبحت لثوان مندهشا بل مذهولا امام جثتين وانا واقف لا
اعرف ماذا افعل ، هل اصرخ، وانا الخجول جدا ...؟
هل ابكي، وأنا ابكي طوال عمري على نفسي ؟ ما العمل يا ربي... ؟
وعندها أنظر على الجثتين وانا ابكي، وكأن هاتين الجثتين هما
عالمي الداخلي والخارجي...
كلاهما ماتا، وبدا عليً أن اولد من جديد …
وهكذا كانت قصة موت الخجل ....؟
الخجل وأسبابه ....؟
الخجل : حالة شعورية، يعيش فيها الفرد انعاكسا ذاتيا ، بحيث يشعر وكأنه دون الاشخاص البقية، ويصاحبه شعور بالنقص والدونية. ومما يجدر ذكره أن الخجل ليس حالة مرضية، الا اذا اخذ ابعاداً افراطية، بحيث يجعله منكفئا في غرفته لا يقوى على مواجهة الناس، ويصاحب هذا الخجل اعراض جسدية ، عضلية. اذ يبدو الوجه محمرا الى درجة ملفتة للنظر. وتبدأ العضلات بالارتخاء الى درجة أن الخجول لا يستطيع حمل أي شيء، وكذلك يصحبة ارتعاش بالبدن. ويمكننا أن نلاحظ أيضا عصبية داخلية مكبوتة، لا يقوى على اخراجها او التعبير عنها امام الملأ، فيظطر الى الصراخ في غرفته أو مع افراد عائلته فقط، ممن لا يظهر لهم أي بوادر خجل.
ويذكر المحللون النفسيون أن الخجول الشرقي، يرمي بغضبه الداخلي في وجه أمه أكثر منه أخوته وأخواته. أما أمام الاب فتلفيه أخرسا لا يمكن لقريحته أن تسعفه بأية كلمة كانت ...
ويذكر المحللون النفسيون أن الخجول الشرقي، يرمي بغضبه الداخلي في وجه أمه أكثر منه أخوته وأخواته. أما أمام الاب فتلفيه أخرسا لا يمكن لقريحته أن تسعفه بأية كلمة كانت ...
الاسباب ....؟
• يعتمد حال الخجول على
1. الانا الاعلى : في الطفولة، يستمد الانا الاعلى في الذات مكوناته من الاب، وسلطته التي تتحول الى صوت الضمير في الكبر.
2. تربية الام: يقال ان تربية الشرقيين هي تربية امومية، بحيث يلفي الفرد مضعضع الركائز، وذلك لان طبيعة المجتمع الشرقي،
تفترض أن الاب في العمل، أما الاطفال مع امهم دائما، وبهذا يتلقنون تربية عاطفية قد تكون عواقبها وخيمة اذا لم
يتدخل الاب السلطوي ليعدل هذه العاطفة في نفس الطفل.
3. المجتمع: اذا كان المجتمع الذي يعيشه الفرد، مجتمعا ينطوي على الاشقياء، ولا مكان للمسكين،ولا يقبل الوالدان خروج ابنهم
والامتزاج بعالم الاشقياء هذا، سيؤدي بالتالي الى انكفاء الطفل خوفا في البيت، وهكذا يكون هشا وسريع العطب ....
ابعاده النفسية والاجتماعية .....؟
1. يؤثر عند البلوغ على طبيعة الشاب، فيبدو متسرعا، ومتخوفا، ولا يمكنه تحمل المسؤولية
2. تؤثر على علاقته مع الجنس الاخر، بحيث يمكنك تلفيه محبا، بل عاشقا ممتازا ولكنه لا يملك الجرأة على المصارحة بما يختلج
كيانه.
3. عدم الثقة بنفسه وبالتالي يقع في مغبة سوء اتخاذ القرار.
العلاج ....:
1. عدم منع الطفل من ان يكون له اصدقاء مهما كانوا
2. عدم القسوة على الطفل الى حد الافراط وبالمقابل ليس للافراط العاطفي كذلك.
3. تعليمه الامساك بزمام الامور عبر وهبه مسؤوليانت صغيرة ولكنها تنفعه بالمستقبل.
4. ايقاظ جانب الهواية وتشجيعه، بحيث يبدو اكثر واثقا من نفسه ....
تحياتى للجميع
تعليقات
إرسال تعليق